بحث مقدم للدكتور: أحمد محمد عوين من الطالبة أيات عمر عن (ابو القاسم الشابي)

جامعة قناة السويس
كلية التربية بالعريش
قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية
الطالبة / آيات عمر صادق رمضان
الفرقة : الرابعة
الشعبة : عام لغة عربية
بحث مقدم للدكتور: أحمد محمد عوين
موضوع البحث :أبو القاسم الشابي.(مدرسة أبوللو)
لمحة عن حياة الشاعر
- ولد الشاعر فى ضاحية من ضواحى الجنوب التونسى فى الشابية عام 1909م وولد على الدنيا فنان عرفه أهلها ثم تاريخها باسم ”أبو القاسم الشابى“ فهو متوفر الحس و العصاب وقد ذاع صيته خارج تونس فى الشام و العراق عبرمجلة أبوللو التى عرضت كل مؤلفاته و قال أبو شادى:ـ (ان لأبى الشابى روائع كثيرة ظفرت ”جمعية أبوللو“و مجلتها التى عينت قبل سواها بإبراز فنه ) . و ترعرع و صار شابا و انه لطويل النظرة بعيد التأمل و تتلمذ على يد ”جبران خليل جبران“ صاحب مدرسة المهجر و كان للشابى أعمال فنية عديدة و لكنه قد فارق الحياة و هو شابا و توفى بداء القلب عام 1939م .

- لمحة عن شعره|
- انه من الشعراء الشابية كان بين ضلوعه لا فى يده قلب من حرير ، أو ورق الورد ،فيه الشفافية و النعومة و النفاسة من الحرير ، و فيه الرفيف و الرقة و العطر و الحساسية و لكن القلب الشاعر الذى فوقته الطبيعة بمعانى الورد ،كانت به من الورد أيضاً ابر الشوك من الداء و الاعداء و انه بعيد التأمل و هدوؤه هدوء البحر و السكون له تيارات متباينة و يغوص الفكر و يطفو له عوالم و معان شتى و لقد ضج بأحزانه يود لو يزيحها عن صدره 0000ولكنه بعد أن هفا الى أنشودة الفجر الضحوك و تلمس الغناء عند الصداح ، عاد فزهد فى ألحان السرور و أغانى النور 0ولكنه فى ديوانه يشعرك أن هذه الآلام كلها خاصة به و دعا الى الحياة00الى الكفاح00الى الاقتحام00و الانتصار000
- و انه كان دائما ينصح فى أشعاره الى العزلة فهى الدواء عنده و لكنه يحمل نفسه حملا على العيش فى دنيا الناس 00و يخرج من عزلته الى الحياة و يشتاقها فى الربيع و الفجر و الزهر و الشدو ،و يشتهيها فى المرآة التى يتخيلها بلسما لجراحة ،و مهربا من الآمه عندها الدفء و القبل 00وقد كانت رهافة الحس هذه بيت الداء عنده ، فهو منها متوفر الاعصاب دائما ، يضج كيانه بالحياة و الطموح و شعور الاقتحام و التوثب ، ثم يرى حوله قوما عزيز عليه ما هم فيه من خمول و تأخر و بلادة وهو الوطنى المتوقد غيرة و شعبية مع فرط حساسية و رحمة و انه مرهق الاعصاب ، مشبوب الشعور، متأجج الاحساس ،يحفل بالعظيم و بالحقير 0ويى احد النقاد ان شعور الشابى بالامتياز قد اوهمة ان لا مكان للصواب الا فى جانبه ، وانه وحده البصير بمعانى الحياة فانتهى الى كفر يحاضر الانسانية و ماضيها و مستقبلها و انكار قيمة الحياة0
- وتلك ا الرومانسية عنده متفتحة على مشاكل قومه و قضايا الوجود الانسانى و احساس الفنان بأنه مسئولا عن الحياة الانسانية.
-
- وعنده قصيدة ”نشيد الجبار“هو صورة صادقة لنفسى فى طورها الحاضر الجديد ولا نستطيع ان نلومه على بغض القدر خاصة بعد ان عرفت استبشاعه للموت و مقته له0ولعل كراهيته تسربت اليه فى قصيدة ”شكوى ضائعة“ و الشاعر يكشف عن نفسه فى خطاب الى صديق 0
-
- و رمى أ/ كرو (بدا ثورته بفك القيود الادب و اغلاله و رمى الشابى بنكران الماضى و محاربة أمجاده )وشعر بالغربة اول شعور حسه وجعله تضطرم بنفس العبقرى بين النفوس الخاملة الخانعة وكان فى شعره الامل،والتفافه الى الحياة الراضية .
- الخصائص الشعرية عند الشابى
-
-
تتعدد عنده خصائص الشعر:ـ
أولاً :ـ (الالم عنده) من النقاد من يعزو الى الالم وحده شعر الشابى بل عبقريته نفسها فلولاه على ما يظهر ، ما تحركت فى داخل نفسه الباطنة عبقريته الشاعرة و هو فى قصيدة (يا شعر) كان كثير الانفعال يهدا ويصخب ،يضحك و يبكى تكاد تغتاله أوهامه ،ثم يتفاءل ومن قصائده الداله على الألم ”

” شكوى اليتيم ،المساء الحزين ، جدول الحب ،الى الموت ، نشيد الأسى ، قلت للشعر ، يا رفيقى“ و هناك ألفاظ العذاب عنده ”شجون ـ شقاءـ البلاء ـ الوجل ـ دموع ـ شوك ـ صرخت ـ ذكرى ـ نوح ـ يطفح ـ كرهت ـ مرارة ـ تندم ـ كئيب“ .
ثانياً :ـ (قلب الشاعر) الشابى من الشعراء العشاق ،الذين شغل النقاد بهواه كما شغله هواه 000ان فى حياته حب كبير معين يملا دنياه انه حبيب من الجنة فيه من الألق و العطر و الرفيف و السحر ما يكفى الربيع و الفجر و الأصيل و يرى بعض النقاد انه احب المرآة كجنس و استخدم كل المعانى الرقيقة و الافكار السامية و له قصائد فى الغزل مثل ”أنا أبكيك للحب“و ”صلوات فى هيكل الحب“ .
ثالثاً: )الطبيعة عنده) انه يعيش فى احضان الطبيعة و يغنى مع النسيم تارة و يصغى تارة اخرى الى قلب الطبيعة و له لحظة مضيئة زاخرة تجيش فيها عاطفته و تتدافع حتى لا يملك معها وقتا لفظه و يزيد فى وقعها على النفس و يتحد مع الطبيعة و الحرارة تتحرك فى قصيدة ”فكرة الفنان ، ألحانى السكرى ، أيها الليل ، تحت الغصون ، مناجاة العصفور“.
. رابعاًالحياة و الموت عنده) مطلع القصيدة عنده يحس الواقع احساس عميق حتى اذا برح به الالم النفسى عكس الواقع المحسوس كمن يخادع نفسه ليهرب من احاسيسها ويقول لا عداءه :ـ ”لا تظنوا انى سأموت موت حقيقى ،و هذا الاحساس جعله يعيش رغم
الداء والموت ليس نقمة وكان يذوب حسرة على نفسه التى تنداح على الايام وكرر لفظة الحياة فى شعرة 116مرة والحياة لا تعبا بذاهب بل تجرى فى سيرها المألوف و يظل الموت بعد ذلك كله حقيقة مرة مبغضة و تؤدى الانفعالات الى الموت لانعدام التوازن بين العاطفة والحياة فلا الحياة مدت له من أسباب 00ولا الموت تباطأ و امهله و له عدة قصائد منها ”زوبعة فى الظلام ، أبناء الشيطان ، خلة للموت“
اهم دواوينه الشعرية
ـ للشابى دواوين شعرية كديوان ”قلت للشعر“ الذى تميز بالحنين و البكاء و السراب و الضباب و ابتسام و شجون فلديه طاقة فنية قوية غنية لها مقاييس مثالية من خلقية ووطنية و إنسانية و له فى ديوانه ”أغانى الحياة“ خيال شعرى تمثل فى الروايات : (المقبرة )
وله من القصص : (جميل و بثينة ـ روح ثائرة )
و له من المسرحيات السكير ـ رسائل ) .
و قد اهتم بالغناء للطبيعة غناء فرحا مبهورا و كان الشابى وصافا مفتونا 00عنده عيون فيها نجل و سحر و رؤى 00فيها الملا الاعلى ،و صبايا روا قص ،و جنة و جنون و نار .

عنده السعادة الغامرة التى سخنت بها طفولته انداحت مع
الايام و كما تحسر على طفولته و عنده صفة الفن بارزة فى
شعره مرقم الموسيقى و ريشة الرسام و يستخرج من هذا
الشعر الرائع صور فنية و لوحة باذخة تنسجم فيها الاضواء و الظلال .
*ـ و يرى ان التجسيم او التشخيص احدى الملكات التى يتمتع بها الشابى فهو كالشاعر لامارتين يذكر الغابات ،و الانهار ، والجبال و الاحجار و الغدو الآصال.
* ـ الشابى شاعر و لوع بالنغم يوفره القصيدة ومن وسائل التنغيم عنده التكرار فى مطلع ووسط و خاتمة القصيدة.
و الدواوين عنده تغلب عليها ”القافية الواحدة“ و نظم الشابى من الرباعيات (الثنائية)و عنده فى قصيدة ”فى ظل وادى الموت“ و يميل الى تسكين القافية فى موشحاته و رباعياته .
* _وله عدة صفات تسمى : ـ
”صاحب مدرسة ـ صاحب فلسفة ـ صاحب مذهب ـ شاعر عبقرى“.

السمات الفنية لمدرسة أبوللو
1ـ الايمان بذاتية التجربة الشعرية ، و الحنين الى مواطن الذكريات.
2ـ استعمال اللغة استعمالاً جديداً فى دلالات الألفاظ و المجازات و الصور فهم يقولون ”العطر القمرى ، أغانى الكوخ ، الشفق الباكى“ له من الألفاظ ” الورد الحقل الموت الشهد العطر الشروق و الغروب“.
3ـ حب الطبيعة و الولع بها و بجمالها و مناجاتها و مخاطبتها ،وفى قصائدهم و دواوينهم أسماء تدل على الحب الشديد ”أطياف الربيع أشعة و ظلال عودة الراعى“.

4ـ التشاؤم ، و الاستسلام للآلام و الاحزان ، و التأمل، واليأس .

5ـ تعددت موضوعا تهم الشعرية بين :ـ
”المرأة , و معاناة عذاب الحياة ,و ظلمها , و الشكوى ,و الحنين للذكريات, و الاهتمام بالطبيعة“ .
مظاهر التجدد فى القصيدة بمدرسة ”أبوللو“ :-
1-الميل الى تحرير القصيدة من وحدة القافية ,و ذلك بتعدد القوافى فى القصيدة الواحدة .
2ـ الميل الى الموسيقى الهادئة لا الصاخبة .
3ـ تقسيم القصيدة الى مقاطع ، تتعدد قوافيها و أوزانها متاثرين بالموشحات الأندلسية .
4ـ استخدام الشعر المرسل الذى لا يلتزم قافية ، و الذى يستعمل أكثر من بحر .
5ـ التزامهم بالوحدة العضوية للقصيدة , فى معظم أشعارهم شأن الرومانسيين جميعاً .
المراجع : ـ
1ـ كتاب الشعراء الثلاثة
للدكتورة ”نعمات أحمد فؤاد“
الهيئة المصرية العامة للكتاب 1987م .
2ـ كتاب (رائد الشعر الحديث)
للدكتور/ محمد عبد المنعم خفاجة